المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع
اهلا بك من جديد معنا يا {منتدى ma3rifa} نرحب بك ونتمنى لك قضاء اجمل الاوقات معنا.
هلا و سهلا و مرحبا،، اذا كنت عضوا من منتديات " أسامة رمضاني " فتفضل معنا،، ان كنت زائرا لنا فنتمنى أن تتفضل و تسجل نفسك كعضو في هذا الصرح العظيم،، واصلونا ولا تفاصلونا
ادارة المنتدى بالنيابة عن كل الاعضاء تتمنى لكل نازل قضاء وقت ممتع في رحاب بيتنا الثاني
المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع
اهلا بك من جديد معنا يا {منتدى ma3rifa} نرحب بك ونتمنى لك قضاء اجمل الاوقات معنا.
هلا و سهلا و مرحبا،، اذا كنت عضوا من منتديات " أسامة رمضاني " فتفضل معنا،، ان كنت زائرا لنا فنتمنى أن تتفضل و تسجل نفسك كعضو في هذا الصرح العظيم،، واصلونا ولا تفاصلونا
ادارة المنتدى بالنيابة عن كل الاعضاء تتمنى لكل نازل قضاء وقت ممتع في رحاب بيتنا الثاني
المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع

المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع)
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخولتسجيل دخول الاعضاءاستماع الى قرآن كريم

 

 المسلمون ومتابعة الأحداث

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
real oussama
كاتب مميز
كاتب مميز
real oussama


جزائر
عادي
ذكر
السرطان
الكلب
عدد المساهمات : 2313
نقاط : 6746
تاريخ الميلاد : 01/07/1994
تاريخ التسجيل : 29/12/2009
العمر : 29
الموقع : www.oussama15.ahlamontada.com
العمل/الترفيه : طالب
المزاج : عادي

بطاقة الشخصية
oussama:

المسلمون ومتابعة الأحداث Empty
مُساهمةموضوع: المسلمون ومتابعة الأحداث   المسلمون ومتابعة الأحداث I_icon_minitimeالخميس أغسطس 05, 2010 10:26 am

المسلمون ومتابعة الأحداث


الشيخ الدكتور علي بن عمر بادحدح


المحتويات
• أهداف متابعة الأخبار
• من فوائد تشكيل الرأي العام للمسلمين
• من فوائد تشكيل الرأي العام للمسلمين
• نظريات الإعلام الحديثة
• أقسام الوسائل الإعلامية
• أساليب صياغة الأفكار عبر الوسائل الإعلامية
• أساليب طرح الفكرة الإعلامية
• حقائق أساسية
• مصادر التشويه الإعلامي
• التقويم والتحليل
• التحليل الإعلامي
• وصايا في نقل الأخبار والأحداث
• خطوات عملية لمتابعة الأحداث


المسلمون ومتابعة الأحداث

وهو موضوع اجتهدت فيه
تفكيراً وتحضيراً ، وأسأل الله - عز وجل - أن ينفع به فهماً وتأثيراً ،
وأحسب أن له أهمية كبيرة في واقع حياة المسلم اليوم ، وفيما يجري من أحداث
لأمة الإسلام في شتّى بقاع الأرض ، وحتى يمكن أن نلمّ بأطراف هذا الموضوع ؛
فإنه لا بد لنا من التركيز والاعتماد على التفصيل بالنقاط ، دون التفريع
في كثير من الأمثلة والتشبيهات أو الوقائع التي قد يطول الحديث عنها .
وأبدأ بسم الله عز وجل سائلاً منه التوفيق .


أهداف متابعة الأخبار
حتى ندرك أصل المسألة ، والتوجه الذي سيقودنا إلى بقية نقاط هذا الموضوع ، وأقول إجابة على هذا السؤال :


الهدف الأول : تحقيق الواجب الشرعي في الأخوة الإيمانية والنصرة الإسلامية

فالله عز وجل قال : { إنما المؤمنون إخوة } ، والمصطفى - صلى الله عليه
وسلم - بيّن لنا أن المسلم أخو المسلم ، لا يحقره ، ولا يظلمه ، ولا يسلمه -
أي لا يسلمه إلى عدوه - .
ولكي يتحقق هذا الأمر ، لا بد للمسلم أن
يعيش أحوال إخوانه ، وأن يعرفها ، وأن يتابعها ؛ حتى يحقق الحد الأدنى من
هذه الأخوة الإيمانية ، التي تتجاوب أصداءها في أعماق القلوب والنفوس ،
وتظهر - كذلك - انفعالاتها في صدى الكلمات ، وفي دموع العيون ، وفي الأسى
والحزن ، كما تتجسد في صورة عملية من خلال التحرك نحو تحقيق هذه الأخوة في
صورتها العملية .


الهدف الثاني : معرفة المكائد العدائية والمخططات التآمرية

فإننا إذا كنا نريد أن نكون على مستوى الأحداث ، فلا بد أن نتابعها ، وأن
لا نكتفي بالظاهر لها ، وإنما ننظر -كما يقال - إلى ما وراء السطور ، وننظر
إلى الخيوط التي تحرّك مجريات الأحداث ، وإلى المقامات التي تظهر عند
تدقيق النظر في كثير من الأحداث ، وهذا في حد ذاته أمر مهم ؛ لأن المسلم
ينبغي أن يكون كيِّساً فطناً، ليس بالخِّب ولا الـخِّب يخدعه كما قال عمر
رضي الله عنه .


الهدف الثالث : الحماية والاحتياط

فإن ما جرى على إخواننا في الشرق ، فسيجري على إخواننا في الغرب ، وما جرى
على أهل الغرب والشرق ، سيجري علينا وعلى غيرنا ، وكما قال القائل : "
إنما أكلت يوم أكل الثور الأبيض " .
الذي يبقى مغمض العينين ، ساذج
العقل ، بليد التفكير ، لا شك أنه أسهل لقمة لمن يريد أن يلتقمها، وأسهل
فريسة لمن يريد أن يـفترس ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا
يلدغ المؤمن من جحر مرتين ) ، فإذا عرفنا أساليب أعداءنا وجب علينا أن
نحتاط ، وبدون المتابعة لا نستطيع أن نحمي أنفسنا ومجتمعاتنا وحرمات
المسلمين ومقدسات الإسلام من هجمات الأعداء ومكائدهم .


الهدف الرابع : تلمُّس أساليب العمل المناسبة في العمل لخدمة الإسلام

فإنه بدون هذه المتابعة ، وبدون معرفة المكائد ، وبدون الحماية والاحتياط
لا يمكن للإنسان أن يدرك الخطوات العملية الصحيحة ، والإجراءات المناسبة ،
سواء للعناية والاحتياط ، أو للإغاثة والنجدة ، أو للمشاركة في حل مشكلة من
هذه المشكلات ، والأحداث التي تجِدَّ في حياة الأمة المسلمة .


الهدف الخامس : العمل على الاستقلال الإسلامي في مجريات الأحداث ونقل الأخبار

إن متابعة الأخبار ، وحسن معرفة المخططات ، وإجراء الوقاية والاحتياط ،
وأخذ أساليب العمل المناسبة يجعل للمسلمين دوراً استقلالياً ، فلا تبقى
أفعالهم هي ردود الأفعال ، ولا يبقون هم فئران التجارب التي تجرى عليهم مرة
بعد مرة ، وإنما يبدؤون في الأخذ بزمام المبادرة ، والاستقلال في تلقِّي
الأخبار ، والاستقلال في صياغة الحدث الذي يريدون أن يصوغوه ، أو أن
يتقدموا لصده أو إنجازه في واقع الحياة ، ولا يمكن أن يكون إلا من خلال هذه
الوقائع التي يتابعه المسلم متابعة دقيقة ، ومنهجية صحيحة ، كما سيأتي
ذكره .

الهدف السادس : بناء شخصية الإعلامي المسلم
لأن
الإعلامي المسلم هو أولى الناس بإعداد الكلمة ، وإتقان وضعها ، وصياغة
الخبر ونشره بين الناس ؛ لما يتمتع به من أسس إيمانية ، ومزايا إنسانية ..
ومن غير هذه المتابعات ؛ فإن ندرة الإعلاميين الإسلاميين ، وندرة خبرات
الإعلاميين الإسلاميين ، أمر ظاهر على الساحة ، وبدون هذه المتابعات
والتحليلات ، ومحاولة كشف ما وراء الأحداث ؛ فإن عقلية الإعلامي المسلم
تبقى محدودة وقاصرة عن الدور الذي يناط به ، وعندما نتأمل في هذه النقطة
على وجه الخصوص ؛ فإننا نجد أن العمل الإعلامي الإسلامي رغم ما قد يتوفر له
من الدراسة التخصصية ؛ فإنه يظل ضعيفاً إلى حد ما ؛ لأن الإعلام أكثر
مكتسباته بالخبرة والممارسة ، أكثر من مجرد العلم والحفظ وإدراك النظريات
. ولذلك تجد كثيراً من الإعلاميين صحفيين أو كتَّاباً أو مقدِّمي أخبار
أو غير ذلك ، ربما تجد كثيراً منهم لم يدرسوا الإعلام دراسة منهجية ، ولكن
أخذوا ذلك بالخبرة العملية .


الهدف السابع :التأثير على الرأي العام وتشكيل المواقف

وهذه نقطة مهمة لا بد من بعض الاستطراد فيها ، والتفصيل لها ؛ لأنها من
أهم القضايا التي يحتاج إليها المسلمون ، ويحتاجون إلى معرفتها .
ما هو
الرأي العام ؟ يعرّفه بعض الإعلاميين بأنه : " ميول الناس نحو قضية ما "،
ويعرّفه آخرون بتعريف آخر أدق ، وربما هو الأصح وهو : "الحكم الذي تصل إليه
الجماهير في قضية ما " بغض النظر عن صدق هذا الحكم أو خطأه ، ونحن نعلم أن
وسائل الإعلام ترى أن مهمتها الكبرى ، ونجاحها الأعظم هو صياغة الرأي
العام ، بأن تجعل آراء الناس تحب وتؤيد رأياً ما أو تبغضه وتحاربه ، وهذا
كله لا شك أنه صناعة فنية خطيرة ، وممارسة عملية ، ذات أبعاد ودراسات
وتحليلات ، تعتمد على علم النفس ، والإحصائيات والمعلومات ، وعلى دراسة
الواقع والبيئة الدينية ، والبيئة الجغرافية ، وكل هذه العوامل تدرس لكي
يمكن التأثير والسيطرة على الرأي العام .
فكيف نريد نحن أن نوجّه
أو نسيطر الرأي العام للمسلمين دون أن نعرف الحدث ، فضلاً أن نعرف هذه
المعلومات الغزيرة كلها ، ولذلك يذكر الإعلاميون الإسلاميون شروطاً لتكوين
الرأي العام السليم عن قضية معينة .


مسببات لتكوين الرأي العام
أولاً : اتفاق القضية المطروحة مع المعتقدات الدينية

لكي تؤثر تأثيراً قوياً - كما سيأتي تفصيله لاحقاً - بعيد المدى ومستمراً
لا بد أن توجه الناس من خلال معتقداتهم التي يعتقدون بها ؛ لأن هذا المكمن
أكثر الأشياء أو الموجهات التي توجه الناس في حياتهم وإن قيل بغير ذلك ،
فإن أكثر توجهات الناس ، وتوجهات الدول ، وتوجهات الأنظمة الحاكمة ،
وتوجهات المؤسسات الإعلامية والاجتماعية ، أكثر ذلك يتوجه من منطلقات
عقائدية دينية .


ثانياً : أن تكون القضية المطروحة قد سمع عنها من قبل
فلا يمكن تشكيل رأي عام في قضية لم يسمع بها الناس ولم تثر ، ولا يعرفون أبعادها وتفاصيلها .
ثالثاً : أن تكون القضية المطروحة قد نوقشت عبر كل الوسائل الإعلامية

فلا بد أن تكون قد تطرق الحديث فيها ، وحصلت حولها مناقشات في كل الوسائل
الإعلامية المتاحة ، سواء عبر الكتابة الصحفية ، أو التقارير الإذاعية ،
أو المتابعات التلفزيونية ، أو الخطب المنبرية ، أو المقالات الصحفية ، إلى
غير ذلك من الأمور ؛ حتى يمكن أن تكون هذه القضية قريبة إلى حد ما .


من فوائد تشكيل الرأي العام للمسلمين
الفائدة الأولى : أنه يرفع الروح المعنوية
الفائدة الثانية : أنه يشكل المواقف الفكرية والعاطفية

كيف هذا ؟ من ذلك عندما نرى أن الأحداث ووسائل الإعلام توجه صياغتها ؛ لكي
تضرب المسلمين في نقطة مهمة ، وهي نقطة الروح المعنوية ، وإشعارهم بالضعف
والعجز ، يبقى هنا عندما يستجلي المسلم ما وراء الأحداث ويكشف بعض ما يدور
في الخفاء ويسلط النظرة الإيمانية من خلال السنة الإلهية ؛ فإنه يزيل هذا
الأثر الذي يصبه الإعلام المكثف عبر الكلمة المقروءة والمكتوبة والمسموعة ،
وعبر المشهد المرئي ، ووسائل الإعلام التي تملأ الآذان والأبصار ، والتي
تشغل العقول على مدى أكثر من أربع وعشرين ساعة ، فإنه لا بد أن يكون هناك
شيء مكافئ . ومن أهم هذه النقاط قضية الرأي العام .


من فوائد تشكيل الرأي العام للمسلمين
وهذه الأنواع التي سوف أذكرها لكم ، أنقلها من كتابات أهل الإعلام ، ودراسات التأثير في الرأي العام .
والتقسيم على مناحي عدة
أولاً : التقسيم بناء على الظهور
1- الرأي العام الباطني الذي لا يصرَّح به

وذلك في ظل الظروف الصعبة ، كما هو الحال الذي كان عليه المسلمون على سبيل
المثال في الإتحاد السوفيتي تحت القبضة الشيوعية ، كان الرأي العام عندهم
هو دعم وتوجه مع القضايا الإسلامية ومع الإسلام ، لكنه رأي عام باطني ،
يوشك إذا زالت الأسباب أن يظهر وقد ظهر، وهكذا في كل بيئة لا تسمح بالتعبير
عن الرأي ، ولا تسمح بإظهار الآراء ، يبقى هناك رأيٌ عام باطني ربما يظهر
أحياناً في فلتات اللسان ، أو في مشاعر مكبوتة ، وهذا لا شك أن استلاله
وتوجهه الوجهة الصحيحة النافعة أمر مهم .


2- الرأي العام الصريح

الذي يظهر في صورة الكلمات ، والمقالات ، والبيانات التي يمكن أن تعبر عن
آراء الناس وأفكارهم ، وهناك رأي عام فعلي واقعي ، لا يكتفي بمجرد القول ،
وإنما هيأت له الأسباب والإمكانات ، أو استوفى بعض الشروط التي يستطيع بها
أن يعبر عن الرأي بصورة عملية توافق الصورة القولية .


ثانياً : التقسيم بناء على الاستمرارية
1- الرأي العام المؤقت

وهذه مشكلة أن كثير من آراء المسلمين أو بعضاً منها على أقل تقدير ، تندرج
تحت هذا النوع ، وهو الذي يعرفونه بأن يكون هناك تقارب بين أفراد الناس
بالنسبة لحادث عارض ، مثل زلزال أو كارثة ، أو أزمة كبيرة أو شيء من هذا
القبيل تحل بالمجتمع نفسه ، تتقارب الآراء وتتوحد ، لكن هل شكّل هذا رأياً
عاماً ؟ كلا ! وإنما هو رأي مؤقت ، لا يلبث إذا زالت أسبابه أن يتفرق رأي
الناس ، ولا يكون لهم كلمة واحدة ، وصوت ظاهر .


2- الرأي العام الكلي

والذي يشكّل رأي الغالبية العظمى من الناس ، وأساسه القيم والمبادئ الدينية
التي ترتبط بالتاريخ ، والحضارة ، واللغة ، وتكون من قبل مرتبطة بمنطلق
الدين ، هذا هو الرأي العام الذي له صفة الديمومة -كما يقولون - في أكثر
الأحوال والظروف ، تغيراً يبقى هو العرق النابض الذي يمكن تحريكه لإيجاد
هذه الصورة للرأي العام .


ثالثاً : من ناحية الكم
الرأي العام الجامع
هو الذي يشبه الرأي العام الكلي، الذي يكاد الناس أن يجمعوا فيه من منطلقات إيمانية ، وذات جذور تاريخية .. الخ .


رابعاً : من ناحية النوع
1- الرأي العام القائد
وهذا
مهم جداً في حياة الأمة المسلمة اليوم ، والذي يعرّفونه بالرأي العام ،
الذي يتكون من قادة الرأي ، سواء كانوا علماء أو كتاباً أو .. أو الخ .
فلا
يخلو مجتمع أبداً من المجتمعات المدنية المعاصرة ، إلا والناس يسلمون فيه
أمرهم إلى حد كبير إلى قيادات وزعامات على مستويات مختلفة ، سواء -كما قلنا
- من صحافيين أو ساسة ، أو قادة عسكريين ، أو غيرهم .
نرى الناس
يعجبون بهم ، ويتأثرون بهم ، وتكون كلمتهم هي المسموعة المقبولة ، ويكون
لهم دور كبير في تشكيل الرأي العام ، ولذلك لا بد للداعية المسلم ، ولعالم
المسلمين قبل ذلك ، عندما يدرك الأحداث ، ويتابعها ، ويعرف تحليلها
وتفسيرها ، وهو في ذات الوقت مسموع الكلمة ، يأتي إليه الناس في الجمعة
ليسمعوا خطبته ، وفي الدرس ليسمعوا موعظته ، ويأتون إليه في بيته ليسمعوا
فتواه ، إذا كان على مستوى الأحداث لا شك أن له دوره في صياغة تأثير الرأي
العام دور مهم وكبير .


2- الرأي العام المثقف
الذي تشكله النخبة المثقفة ، التي تتميز بالتعليم والوعي والإدراك أكثر من بقية الناس الذين يطلق عليهم في مقابل ذلك العامة .


3- الرأي العام المنساق
وهذا
يتحقق في بيئات كثيرة إسلامية ، وهو الذي يتكون كما يقولون : " مع الخيل
يا شقراء " ، أو تسليط الضوء على موضوع معيَّن ، يميلون يميناً ، ثم لا
يلبثون أن يدركوا أن اليمين الذي ذهبوا إليه خاطئاً فيعودون شمالاً ، وليس
عندهم القدرة القوية على توضيح الرؤية وفهمها بالشكل المناسب .
هذه جملة أسباب وفوائد لمتابعة الأحداث التي ندعو إليها .


ثم ننتقل إلى نقطة أخرى
عندما نقول : متابعة الأحداث ؛ فإننا لا بد أن تنصرف أذهاننا إلى الإعلان
والمعلومات ؛ لأن الأحداث في آخر الأمر هي معلومات وأخبار، ولذلك لا بد أن
نأخذ فكرة موجزة عن قضية الإعلام ، وطريقته ، وجوهره الذي نتعامل معه عندما
نتابع هذه الأحداث ، نظريات الإعلام الحديثة تدور عناصرها في نقاط محددة
وهي :


نظريات الإعلام الحديثة
1 ـ وجود عقيدة ، أو فكرة ، أو رسالة يراد نشرها
وهذا كلام الإعلاميين أنفسهم ، ليس كلامنا نحن ، هذا في دراسات وكتب الإعلام أن الإعلام يقوم أولاً على فكرة وعقيدة يراد نشرها .


2 ـ توفر أساليب ووسائل إعلامية مقروءة ومسموعة ومرئية ؛ لتوصيل الفكرة إلى الناس .

3 ـ معرفة مدى استجابة المستقبِل لهذه الفكرة
لا
بد من مقياس حتى يعرف هؤلاء الإعلاميين ، أو صاحب الرسالة هل وصلت ؟ هل
قبلت ؟ هل رفضت ؟ هل تجاوب معها الناس تأييداً أو على العكس من ذلك ؟ .


4 ـ قياس وتحديد ما يظهر من مدى
السلوك المتفق مع الرسالة والفكرة الإعلامية ، في الأول مدى الاستجابة
والتقبل في الثاني التفاعل والتأثر .


5 ـ مراجعة الرسالة نفسها على ضوء ما قام به الإعلامي أو الوسيلة الإعلامية
تدرس
مرة أخرى هذه الوسيلة والفكرة ونتيجتها ؛ لتعالج وتقوم مرة أخرى بمهمة
إعلامية جديدة ، وهذا يكشف لنا كثيراً من التوجهات الإعلامية المعاصرة .


أقسام الوسائل الإعلامية
1 ـ الوسائل المقروءة
تتمثل في : الصحف وكالات الأنباء المطبوعات من الكتب والنشرات والملصقات .. إلخ


2 ـ الوسائل السمعية
التي تتمثل في : الإذاعة ، والخطابة ، والندوات ، والشائعات ، والمناقشات والحوارات .


3 ـ الوسائل البصرية
تتمثل في بعض الأمور الفنية الإعلامية مثل : المسارح والفنون وغيرها وإن كانت ضعيفة التأثير إلى حد ما .


4 ـ الوسائل السمعية البصرية
والتي تتمثل في : التلفزيون ، والفيديو ، والسينما وغيرها .


5 ـ الوسائل الشخصية
وهي مهمة جداً ، والتي تتمثل بالمقابلة والمحادثة المباشرة .
هذه الوسائل سيأتي ذكر المضمون الذي نأخذه من هذه الوسائل لاحقاً .


لكن أحب أن أسلط الضوء في هذه العجالة على الهدف من نظرية الاتصال الإعلامي ، لماذا يكون هناك تواصل إعلامي ؟

الهدف من التواصل الإعلامي
توصيل
الأفكار والمعلومات إلى المستقبلين ، وهذا هو أساس العمل الإعلامي، وهذا
التوصيل لا بد أن يقترن بفكرة وهدف ومبدأ، هو الذي يوجه ويسلط هذا التوصيل،
فإذا اتبع المرسَل إليه الفكرة التي يدعو إليها المرسِل ؛ فإنه يكون قد
تحقق المراد من العملية الإعلامية ، وهذا يعتمد على أمور كثيرة منها :
1 ـ شخصية رجل الإعلام الذي ينقل الخبر .
2 ـ موضوع الفكرة .
3 ـ الأساليب التي ينقل فيها الخبر .
4 ـ الوسائل التي ينقل فيها الخبر .
5 ـ شخصية المرسَل إليه فإذا كان فارغاً ربما يستقبل أي شيء، كما يقال : فصادف قلباً خاوياً فتمكَّنَ .
5 ـ نوع التأثير الذي سيحدث .
6 ـ الاستجابة التي يمكن أن تنتج .

عندما
نفصَّل هذا نعرِّف وسائل الاتصال التي ذكرناها، لكن ينبغي أن نعرف طبيعة
المرسَل إليهم ، الذين يتأثرون بالفكرة التي توجه لهم ، هذه الفكرة تصاغ في
نقاط واضحة منها :


أساليب صياغة الأفكار عبر الوسائل الإعلامية

تنبني الصياغة على نوعية الفكرة هناك أفكار سياسية المقصود منها أن
يتوجَّه الناس نحو توجه سياسي معين، سواء كان في السابق الوسائل الإعلامية
تريد توجيه الناس نحو المعسكر الرأسمالي ، أو الفكرة الشيوعية الاشتراكية ،
وهناك أيضاً أفكار اجتماعية ترسل عبر وسائل الإعلام ، مثل قضية تحديد
النسل ، أو قضية التسامح الديني ، أو قضية أو قضايا أخرى من هذه ، يصوغونها
صياغة اجتماعية ، وهناك أفكار اقتصادية تتعلق بالنظام الربوي ، والنظام
الشيوعي أيضاً متعلق بأنظمة الحكم السائدة فيما مضى بالذات ، وهناك أيضاً
أفكار أخرى وهي المتعلقة بالأفكار الدينية التي تهدف إلى زعزعة أفكار معينة
، أو إلى تثبيت قضايا وأفكار أخرى .
وعندما نقول : أن هناك فكرة
معينة ، ننطلق إلى نقطة أخرى وهي : صياغة هذه الفكرة ، وبعض الملامح
الأساسية لها ؛ فإن الإعلاميون عندهم من الدهاء والخبرة ما يجعلون أفكارهم
تصاغ وتظهر في قوالب ، يقبلها الناس ويتأثرون بها دون أن يشعروا ، لا يمكن
أن تجد رسالة إعلامية تواجهك في معتقداتك ، وفي تاريخك ، بل إنها تلتف
وتتحور حتى تتمكن من قلبك وفكرك من خلال بعض أساليب العرض .


1 ـ اختيار أحسن وأنسب وسيلة
اتصال بالمرسَل إليه ، يعني إذا كانت الجريدة لا يقرأها كل الناس ؛ فإن
التلفاز أكثرهم يشاهدونه وهكذا .
2 ـ أن تعمل الفكرة بحيث يقتنع بها الناس لتنزع من عقولهم أفكاراً أخرى .
3 ـ دراسة الفكرة المراد بثها ، حتى الآراء المعارضة لها بحيث يعرفون كل شيء حول هذه الفكرة ثم يبثونها بمراعاة هذه الأسباب كلها .
4 ـ التوفيق بين ملائمة الفكرة وبملائمتها لما يتصور أن الناس يحتاجون إليه حتى يميلوا إليها ويقبلونها .
5 ـ صياغتها في أمر بعيد عن مباني الأمر والاستعلاء بل كأنها نوع من المشاركة الذي يتشارك فيها المستقبِل فيتفاعل معها .


أساليب طرح الفكرة الإعلامية
1 ـ التكرار
فنلاحظ
أن الفكرة الإعلامية أو الخبر ، لا يذكر مرة واحدة ، بل نجد أن هناك من
أساليب توصيل الأفكار التكرار الذي يعيد القضية مرة وثانية وثالثة ، وفي كل
مرة في صورة بأخرى ، وبإثارات جديدة ؛ حتى يؤدي هذا التكرار إلى شيء من
هذا التقبل والتفاعل مع هذه الفكرة .
2 ـ المتابعة
وذلك عن طريق
العمل على تعميق وترسيخ الفكرة ، وطرح نتائجها مرات ومرات ، في مناسبات
وأشكال مختلفة ، يعطيك صدى هذا الفكرة والتأثر بها ؛ حتى تشارك أنت وترتفع
نسبة المشاركة في قبول هذه الفكرة .


3 ـ الملاحقة
وذلك - كما
يقولون - لتجديد شباب الفكرة ، كل مرة يزيدون فيها شيئاً جديداً ، ويلاحقون
ما يتعلق بها من مستجدات ؛ حتى تصل إلى العمق من المتلقي ويستجيب لها ،
ومن هذا أنهم يراعون المجتمعات ، فيعرفون أن لكل مجتمع ثقافة معينة ،
ومعتقدات معينة ، وبيئة معينة ، وتطلعات معينة ، فلا يغفلون هذه الجوانب
ويراعونها ، ولكي يعرفوا موضوع التأثير والاستجابة ، ينظرون إلى أن المتلقي
عندما تأتيه فكرة ماذا يفعل في الغالب .
أ - يقارنها بالأفكار التي عنده ، فلذلك يحرصون على معرفة الأفكار السائدة ؛ حتى يحسنوا عرض الأفكار .
ب
- أن الإنسان غالباً لو اقتنع بالفكرة ؛ فإنه يحرص ويتحرج أن لا يخرج عن
النمط السائد ؛ لأنه إذا كانت تقاليد المجتمع هكذا ؛ فإن اقتنع بفكرة أخرى
يصعب عليه أن يعلن هذه الفكرة ، ويتردد كثيراً ، ويفقد الجرأة على إعلانها،
ولذلك أيضاً يراعى هذا عندما تبث الفكرة الإعلامية ، وكذلك
الاعتقادات الدينية ، ثم ملائمة الفكرة للفكر الواقعي ، وأخيراً ربطها بالسلوك الإنساني لهذا المتلقِّي .

هذا ما يتعلق بقضية موضوع الفكرة الإعلامية انه ليس هناك خبر مجرد ، وليس
هناك تحقيق نزيه ، في الغالب ، لا أقول ليس هناك على الإطلاق ، لكن لا بد
أن يكون هناك وراء الأكمة ما وراءها ، والمعنى في بطن الشاعر وما يلحق بذلك
من الأفكار الأخرى ، ولكي ندخل إلى متابعة الأحداث ، لا بد لنا بعد معرفة
أصل الإعلام أن نعرف حقائق أساسية .


حقائق أساسية
أولاً : أن هناك سيطرة على وسائل الإعلام لغير المسلمين
لا
بد أن نعرف ذلك ، وهذه معلومات معروفة ، سبق أن ذكرنا بعضاً منها في
موضوعات سابقة ، مثل تلوث الفضاء والمجلات ، نقول على سبيل المثال : "
تذكر كتب الإعلام أن 80% من الأخبار التي تحصل لها من بعض الدول هي من لندن
وباريس ونيويورك في الغالب ، وفي دراسة على تسع صحف عربية ذائعة الصيت ،
وجد أنها استقت 46.7 % من معلومات من الوكالات الأربعة الغربية المشهورة
الكبيرة ، و26 % من وكالات أنباء عربية ، و25% من صحف وإذاعات ومصادر
مجهولة يعني أي كلام ، و2% من وكالات يسارية " انظر ليس لهذه الصحف حظ من
مصادر إسلامية ، أو مصادر موثوقة ثقة جيدة .


ثانياً : أن هناك اختلال في ميزان الكم والنوع في الرسائل الإعلامية
وهذا
يظهر من ما مضى مما سبق ذكره ، هذه مشكلة عند الإعلاميين يسمونها مشكلة
الاختلال الإخباري ، فهناك أخبار من مصادر واحدة ، والمتلقين لا يستطيعون
حتى أن ينقلوا أخبارهم ، ولذلك تعاني كثير من البلاد النامية ، وكل البلاد
الإسلامية تدخل في الغالب تحت هذا الوصف ، تعاني من هذه المشكلة ، ولا
تستطيع أن تقوم بمهمة إعلامية تكسر طوق الاحتكار الإعلامي .


ثالثاً : أن هناك ما يسمى
بالعملية الانتقائية في طرح الأخبار والمعلومات ، فليس هناك خبر كما هو
ينقل ، بل تأتي هناك الانتقاءات والتشويهات ، والتشويه على أحد هذه الأنواع
كما يذكر الإعلاميين .


مصادر التشويه الإعلامي
1 ـ
أن يكون التشويه من مصدر الخبر نفسه المراسل المسيحي النصراني ، مثلاً سوف
ينقل لك الصورة قطعاً ولو نقلها إلى مصادر إسلامية فإنه سوف يكون على هذا
النحو .
2 ـ الوكالات التي تتلقى من هؤلاء المراسلين ، أو من مصادر الأخبار ، ثم تغير وتنتقي وتشوه بحسب مصالحها .
3
ـ ضيق المساحة في الوقت ، أو لضيق مساحة في الورق ، أو عند نقل الأخبار من
لغة إلى لغة ، وربما باجتهاد بعض المحررين ، أو المذيعين ، أو نحو ذلك
تحصل أخطاء غير مقصودة ، وهذا تشويه غير متعمد .


أعراض التشويه الإعلامي
1 ـ وضع فترة قصيرة جداً أو مساحة قصيرة للأخبار المهمة .
2 ـ وضع فترة أكبر ومساحة أكبر للأخبار الغير مهمة .
3 ـ تجميع أخبار متفرقة لتعطيك صورة مخيفة مشوهة .
4 ـ تفريق الأخبار المتناسبة مع بعضها ، والمجموعة في آن واحد ؛ حتى تبدو أنها ليست بذات أهمية .
كل هذا عبر العملية الانتقائية في الناحية الإعلامية التي تصوغ هذا الخبر .


بعد أن قدمنا بهاتين المقدمتين ، نعود إلى موضوعنا الأساس وهو [ المسلمون ومتابعة الأحداث ] .
نعود إلى المسلم بعد أن أدرك هذه المقدمات اليسيرة .. ننظر كيف يستفيد ويأخذ هذه الأخبار .


التقويم والتحليل
أولاً : معرفة نوعية المواد التي يتلقاها الإنسان في متابعة الأحداث

كثيرة جداً هي النوعية غير الوسائل ، منها الأخبار ، والتحليلات ،
والمقالات ، والتقارير "والريبوتارج" الذي هو عبارة عن : تحقيق إخباري مصور
، والمقابلات ، والإحصائيات ، والإيضاحات التي قد تكون أحياناً في شكل
خرائط ورسوم ، كل هذه مواد إخبارية ، فيها متابعة للأحداث ، فأحياناً قد
تأتيك الأحداث مصورة على خريطة معيَّنة ، تجعل الشرق غرباً ، والغرب شرقاً ،
وأنت لا تدرك ، فتحتاج إلى بعض هذه الخلفيات .


ثانياً : خطوات عملية أساسية للتقويم
1 ـ لا بد من أخذ الخبر من أكثر من مصدر
خبر
من مصدر واحد بالنسبة للقضايا الإعلامية يعتبر أمر مشكوك فيه ، فأنت ترى
حدثاً ربما يقوَّم على أنه مهم ، ثم تجد أنه انفردت بذكره مجلة أو صحيفة
واحدة هذا لا شك أنه لا يدعو إلى الاطمئنان والثقة بهذا الخبر ، فلكي يكون
هناك أساس متين للتقويم ، لا بد أولاً من أخذ الخبر من أكثر من مصدر .


2 ـ ربط الحدث بأساسه وأصله
فلا
تأخذ الحدث الأخير دون بداياته ، مثلاً لو قلنا الآن قضية المبعدين ، هناك
أخبار جديدة كل يوم ، لكن أصل الخبر لا بد من ربط الخبر الجديد مع أصل هذا
الخبر ؛ لأنه يؤدي أو يعطينا قدرة على فهم وتقويم هذا الخبر وبعد ذلك
تحليله .


3 ـ ربط الحدث بالأحداث الكبرى الأخرى والسياسات العامة
ليس
هناك حدث منبت عن كل الأحداث ، بل غالباً ما يكون هذا الحدث وليداً لأحداث
أخرى أو يدور في فلكها أو هو مقدمة لأحداث لاحقة ، أو هو نتيجة لأحداث
سابقة ، أو هو ثمرة من ثمرات الصراع المعين ، أو ثمرة تصارع قوى معينة تولد
أحداثاً على الساحة ، فلا بد أيضاً للمسلم أن لا يكون سطحياً في تناول هذه
الأحداث .


4 ـ النظر في نوعية المصدر :
هناك صحف مأجورة ، وإذاعات مأمورة ، يعرف الإنسان أصل هذه ونشأتها ؛ حتى يعرف مدى مصداقية الخبر الصادر عنها .
فنحن
نرى ونعرف تماما كثيراً من النماذج ، فهناك مثلاً مجلات أو صحف كانت تسبح
بحمد اليمين ، ثم صارت تسبح بحمد اليسار ، فهذه تعرف أنه كان اليمين يعطيها
ثم امتنع عنها ، فأعطاها اليسار ، ولو أعطاها الشرق أو الغرب ؛ فإنها
تتوجه .
فلذلك لا بد من معرفة المصدر وتوجهه ، وميوله ، وأهدافه في
الغالب الأعم ، هذه لها تأثير كبير في صياغة الخبر ، وعرضه له ، وسأضرب
أمثلة لذلك وإن كان حظ الأمثلة ضعيفاً لضيق الوقت .
وكذلك خلفية
الكاتب ؛ حتى الكاتب الصحفي .. عندما نعرف هذا الكاتب .. نعرف حياته ،
وأفكاره ، ونشأته ، وتوجهاته أيضاً يجعلنا ذلك أقدر على تقويم هذا الخبر ،
ومعرفته ، عندما لا يتوفر لنا العلم بهذا الكاتب .
كذلك نقطة ثالثة
التي تحيط بالوسيلة الإعلامية المعينة ، وهي طبيعة الضغوط التي تفرض على
الوسيلة الإعلامية ، فنحن نعلم أن هناك هيمنة لقوى كثيرة في شرق الأرض
وغربها ، فقد تكون هناك أخبار ، لكن لا تستطيع الوسيلة الإعلامية رغم
قناعتها بها ، وتأييدها لها ، أن تصرح بها ، فهذا يجعل الإنسان يعرف كيف
يستلم الخبر ، ويعرف مدى عدم التفصيل فيه .
وأحياناً قد يعرض الخبر
المهم في ركن صغير ، وفي زاوية صغيرة ، لا لإهماله ولكن لأن الوسيلة
الإعلامية لا تستطيع أن تبرزه بالشكل المطلوب ، فتعمل على أخف الضررين ،
وتعمل بعرض الخبر لكن في غير حجمه وفي غير الصورة المطلوبة .


رابعاً : الاستيعاب والتركيز في تناول الخبر
فلا
يكفي أن نسمع موجز الأنباء ، بل لا بد أن نسمع التفصيل ، ولا يكفي أن
تقرأ العناوين والمقدمات ؛ فإن كثيراً من العناوين الصحفية في غالب الأحيان
، لا أقول تناقض ، ولكن لا تعبر عن مضمون هذه المقالة أو ذلك الحدث .
أضرب
مثالاً لذلك : مجلة الوطن العربي نشرت مرة تحقيقاً عن الفنانات المتحجبات
أو التائبات ، والمقابلات معهن ، المقابلات جيدة ، والمعلومات جيدة ، لكن
جعلت العنوان مثيراً ، ثم جعلت هناك مقدمة تقول فيها : " أن هناك من يميلون
إلى أن هناك جهات تموّل هذه الحملة في حجاب الفنانات ، وهناك جهات أخرى
تقول : أن هؤلاء الفنانات لجئن إلى الحجاب ، نتيجة إلى الإفلاس الفني ،
وهناك جهات .. و .. " والمجلة لا تخوض في هذا ، وتترك الأمر للقارئ ، الذي
يقرأ هذه المقدمة يفهم أن المضمون يطابق هذا الأمر ، بينما المضمون على غير
هذه الصورة ، وهكذا كثيراً لا بد أن ينتبه الإنسان لهذا .

خامساً : تجاهل الأعمال الإيجابية في العالم الإسلامي

في الغالب نجد أن وسائل الإعلام الكبرى والعالمية تتجاهل هذه الأحداث ،
على سبيل المثال : عندما كانت القوة الإسلامية متقدمة في طاجيكستان ،
وتحرّكت تحركاً جيداً في ذلك الوقت ، وجدنا أن الأخبار نزراً يسيراً لا
يكاد يُذْكر ، وعندما انقلب الأمر الآن على المسلمين غطيت هذه الأحداث ،
وكذلك بصورة مغلفة بأنها خلافات أهلية ، وحرب أهلية ، وغير ذلك ، عندما
كانت الأوضاع في أفغانستان قبل أشهر يسيرة فيها بعض الهدوء ما كنا نسمع بعض
الأخبار ، أما اليوم فالأخبار على رأس كل خبر صحفي ، ومجلة ، أو صحيفة ،
وفي أول مقدمات الأخبار إلى غير ذلك من هذا الاهتمام ، وهذا يدفعنا أن
ننتبه إلى هذه القضايا ، ونعرف أساليب تعامل هذه الوسائل بشكل عام .
عندما
أن نأخذ هذه الأسباب إلى حد ما ، ينبغي لنا أن نعرف أن هذه تقودنا إلى شيء
من الجودة في القدرة على بداية تقويم هذا الخبر ، أو الحدث الذي نتعامل
معه .


النقطة الثانية التي تعيننا بعد هذا كله
البحث عن مصادر أفضل وأكثر صدقاً وثوقاً وثقة بها

وهذه المصادر بدأت تكون أكثر من ذي قبل بالنسبة للمجتمعات والبيئات
الإسلامية ، فهناك العديد من المصادر لا بد للمسلم أن يستقي منها الأخبار ،
وأن يتابع من خلالها الأحداث ، حتى يعرف بعض الثغرات فيما ينقل في الوسائل
الإعلامية التي ذكرنا شأنها وطريقتها .


1 ـ المجلات والصحف الإسلامية الصحيحة الصادقة
وهناك
بحمد الله - عز وجل - العديد من الصحف والمجلات ، وإن كانت قليلة لكن على
أقل تقدير لا بد أن تكون مصادر أولية وأساسية ، خاصة ما يتعلق بالصحف
والمجلات التي تنشأ ، والتي تصدر من بيئة معينة ، وتعالج قضايا معينة ،
فهناك مجلات معينة ، وصحف عامة كذلك مثل صحيفة المسلمون ، أو جريدة
المسلمون ، أو مجلة المجتمع تعالج بعض الأحداث العامة ، وهناك مجلات
إسلامية كالجهاد مثلاً ، وتعنى بالشأن الأفغاني أكثر تخصصاً وخبرة ومعايشة
ميدانية ، هناك أيضاً مجلات تصدر في الغرب من خلال الهيئات والمراكز
الإسلامية ، فهي لذلك أقدر على تحليل الواقع الغربي ومعايشته من غيرها ،
وتعتبر مصدر للمعلومات افضل من غيرها .


2 ـ الجمعيات والهيئات الإسلامية
وهذا
مصدر - ولله الحمد - جديد في الساحة الإسلامية ؛ لأن هيئات الإغاثة
الإسلامية ، والجمعيات الإسلامية ، أصبحت غالباً في موقع الحديث ، فهناك
مكاتب فتحت في الصومال ، وفي البوسنة والهرسك وغيرها وغيرها ، وهؤلاء
المندوبين الذين يقومون بهذه الأعمال في الغالب يبعثون بالتقارير ،
والأخبار الميدانية التي تنشرها هذه الجهات ، إما عبر وسائل إعلامية ثابتة
كالمجلات التي تصدرها بعض الهيئات ؛ كمجلة الخيرية ، التي تصدرها هيئة
الإغاثة الإسلامية العالمية في الكويت ، أو عبر تقارير تصل إلى الناس أو
إلى المهتمين بشكل دائم كما تفعل بعض الهيئات ، والجمعيات الخيرية كهيئة
الإغاثة ولجنة البر وغيرها ؛ لأنها مصدر معلومات جيدة ، ويمكن أن نعرف مدى
صدق بعض الأخبار من كذبها .


3 ـ أخبار ثقات المسلمين من أهل البلاد
وهذا
مصدر مهم جداً .. عندما نعرف المسلم الصادق الواعي الموثوق به ؛ فإنه في
خبر بلاده وشأنها من خلال معايشته وكما يقول المثل : " أهل مكة أدرى
بشعابها "، بمعنى أهل كل بلد يعرفون من خلال قراباتهم ، واتصالاتهم ،
وزياراتهم ، وعلاقاتهم ما لا يعرفه غيرهم ، بل حتى ما لا يعرفه وسائل
الإعلام العالمية ، وهذا أمر مهم جداً ، وأضرب مثالاً واقعياً : عندما حصلت
تلك الأحداث في طاجيكستان ، كنت في ذلك الوقت قابلت أحد الإخوة ، ممن
زاروا تلك البلاد ، ووصل منها حديثاً ، فأطلعني على هذه الأخبار من واقع
المعايشة والمعاينة ، واستفدت منها وبثثتها ، قبل أن تكون مطروقة ومنشورة
في وسائل الإعلام الكثيرة ، وكذلك عندما يذهب الزائرون إلى مواقع المشكلات
والأحداث الإسلامية ، ويعودون ويأتون بأخبار موثقة ومصورة ، وأحياناً
بالفيديو ، فهي أكثر قوة وتأثيراً . كما حدث - على سبيل المثال - قبل أقل
من شهرين من الآن ، عندما حدثت أحداث الأنجوش في الإتحاد السوفيتي ، وحصلت
المجازر التي ما تحدث عنها الإعلام إلا بعد فترة طويلة جداً ، بل بعض الصحف
كتبت عنها بعد فترة ربما تتجاوز الأسابيع ، وهذه أيضاً اتفق لي أن رأيت أو
قابلت من جاء بتقرير مكتوب ، وصور حية ، وأشرطة للفيديو عن وقائع الأحداث
في وقتها ، فهذا مصدر بالنسبة للمسلم ، خاصة أن المسلمين ينبغي أن تقوى
روابطهم ، وأن يعيشوا هموم بعضهم البعض ، وأن يكون بينهم الصلات ، ولذلك -
الحمد لله - نرى من أبناء بلاد إسلامية يأتون إلى هذه البلاد على الوجه
الخصوص للعمرة والحج ، فكثيراً ما ينقلون الأخبار ، ويفصلون ويبينون زيف ما
يشاع وما يعلن ، و كثيرة هي الصور التي تكون في أذهاننا ، ثم نفاجأ عندما
نقابل أهل الديار بأن الشعاب غير الشعاب التي كنا نعرفها ، وهذا مصدر مهم
بالنسبة للمسلم عند تقويمه ، وعند تحليله للأحداث .


4 ـ مراكز المعلومات الإسلامية
وهذه
أيضاً خدمات جديدة جدت في الساحة الإسلامية مؤخراً ، وهناك مراكز دراسات ،
ومراكز معلومات إسلامية ، كما صنعت الجماعة الإسلامية في باكستان ، و هو
مركز الدراسات الإستراتيجية في باكستان ، وأيضاً كما في مواقع أخرى لبعض
الجاليات الإسلامية في أمريكا ، ومثل أيضاً وكالة القدس الإسلامية في
المملكة المتحدة هذه جديدة في الطرح ، وفي الساحة الإسلامية يمكن أن يستفاد
منها بشكل جيد جداً ، أخيراً من هذه المصادر التقارير والإحصائيات المبنية
على الدراسات والإحصاءات ، وهناك الكثير من الجهات تصدر إحصائيات وأرقام
في غالب الأحوال يمكن الوثوق بها أكثر من مجرد متابعة الأخبار في وقتها ؛
لأنها تنبني على دراسات واستفتاءات ميدانية تقوم بها وسائل إعلامية معينة ،
إذن نحن الآن أعطينا بعض الصورة التي من خلالها تُجمِّع المعلومات ،
وتكتشف بعض صدقها من كذبها ، وتستطيع أن تقارن بحيث تميل إلى تشكيل رأيٍ
معين .


التحليل الإعلامي
ننتقل
بعد التقويم لمصداقية الخبر إلى تحليله ، والتحليل عملية أصعب وأخطر
والأخطار فيها أخطر وأشنع ، هناك نظريات أو نظرات خاطئة عندنا ، قلنا عن
السيطرة الإعلامية ، فمن هذا المنطلق يأتيك من يقول من المسلمين هذه
الوسائل الإعلامية مأجورة وكاذبة ، ولا تصدق وينفي كل شيء يصدر منها ، ولا
يقبل أية كلمة ولا أية حدث ، حتى لو قالوا حصل كسوف أو خسوف كأنه لا يصدق
هذا .
وفي المقابل فئة أخرى ، وهي تشيع في بيئة المسلمين للأسف
إعطاء المصداقية والثقة لوكالات الأنباء العالمية ، فإذا جئت لإنسان وأخبرك
بخبر قلت له : من أين لك هذا الخبر ؟ قال : " من إذاعة لندن " أو قال : "
من مونتكارلو "
كأن الوحي نزل فلا يقبل الخبر لا الشك ولا المراجعة ،
تقول له : " هذا ليس بصحيح .. هذه الأخبار عندها تزييف " يقول لك : " هل
أنت أعرف وهم عندهم وسائل ومراسلين " . فيعطي الثقة المطلقة في هذه الوسائل
، وليس هذا مصيباً ولا ذاك على صواب ... الأخبار من خلال ذلك التقويم الذي
ذكرناه .


مدارس التحليل الإعلامي
1 ـ مدرسة الهيمنة والتخطيط
التي
ترجع كل حدث يقع إلى هيمنة القوى الكبرى وإلى تخطيطها ، يقول : الحدث كذا
وكذا يقول : هذا مخطط يهودي ، حصل كذا وكذا . يقول : اليهود خططوا لها
وعملوا له ..كل شيء يجعلونه .. إذن أين القدرة الإلهية ؟ أين الضعف البشري ؟
هل هناك قوى تستطيع أن تحكم هذا الكون وتجري كل الأحداث فيه وفق ما تحب
ووفق ما تريد ؟ هذا لاشك أنه أمر مستحيل عقلاً ، ومرفوض شرعاً، بل هو عند
التمحيص يناقض اليقين الذين ينبغي أن يكون عند المسلم بقضاء الله وقدره ،
وأنه لا يجري في كون الله إلا مراد الله عز وجل .
وكما يقولون :
أنت تريد ، وأنا أريد ، والله يفعل ما يريد ، وأن الله سبحانه وتعالى قد
قال : { ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين } ، والأحداث شاهدة بأن
كثيراً مما يقع يخالف ما يريده المهيمنون ، وأصحاب السيطرة ، وأن هناك
أحداثاً يفلت زمامها من أيديهم ، وأن هناك وقائع كثيرة ليست لهم فيها تصرف ،
بل يحتوون الحدث بعد وقوعه ، ويحاولون أن يتأقلموا معه ، أو أن يلتفوا
حوله ، فقضية التحليل هذه دائماً كلما حدث شيء قالوا هذا مخطط يهودي ، أو
مؤامرة أمريكية كذا ، نعم نقول هناك تخطيط وكذا ، لكن ليس على هذا الحجم
كما يظن بعض الناس من أنه لا تقع واقعة ، ولا تمر حادثة إلا وهي خاضعة
للهيمنة ، وناتجة عن التخطيط .
وهذه - لا شك - أنها تشكل نفسية
انهزامية ضعيفة ، وإذا كان الأمر كذلك ، إذا صدق الإنسان بهذه الناحية ،
فما دام هناك هيمنة ، وهناك تخطيط ، وما يقع يخضع للهيمنة ، وهو في مقتضى
هذا التخطيط ، إذن فماذا سأفعل ؟ سيستسلم هذا الإنسان الذي يفكر بهذه
الطريقة ، ويقول ليس في الإمكان أبدع مما كان كما يقولون .


2 ـ مدرسة العفوية والعشوائية
يحصل
حدث يقول : نعم هؤلاء فعلوا هذه القضية مبادرة ، أو حصل انقلاب مفاجئ ..
أو كذا ، نقول له : هناك مؤامرات .. هناك مخططات ، يقولون : لا ! أنتم
تبالغون ، وهذا أيضاً يريد كل شيء على أبسط صورة ، فلا يعود مثل هذا
الإنسان أيضاً قادراً على الفهم ولا عنده أي توجه إلى المواجهة أو صياغة
عمل أو صياغة حدث جديد ، أو صياغة حدث مقابل للحدث الذي وقع .


التحليل الصائب
أولاً :
التوسط بين النظرة التآمرية والعفوية ، وهذا المنهج الذي ينبغي أن يأخذه
المسلم عندما يحلل هذه الأحداث ، فلا بد أن يعرف أن هناك مؤامرات ومخططات
لكن لا يبالغ فيها .
ثانياً : أخذ المعلومات عن طريقين
أ ـ أن يأخذ المعلومات بشكل وثائقي ، يعني بأن يكون عنده وثائق على هذا الحدث ، والتخطيط له .
ب
ـ أن يكون عنده معلومات حول التوجهات والسياسات العامة ، فيعلم أن هناك
توجهاً حالياً - مثلاً - نحو الشرعية الدولية أو نحو عدم قيام كيان إسلامي
في أوروبا .، هذه الخلفية نفسها قد تكفيه لأن يعرف المخططات والمؤامرات
بشكل عام ، وإن كان هناك أضاف إلى ذلك وثائق على الحدث بعينه ، فلا شك أنه
يعرف المؤامرة بقدرها وحجمها .
ثالثاً : أنه لا ينفي وجود الأحداث التي
تخرج عن دائرة الهيمنة والتخطيط ، لكن ينبغي أن لا يبالغ فيها ، فالمبالغة
العاطفية من الأمور التي لا تقبل في التحليلات للأحداث حتى من قبل المسلم ،
وهناك عواطف سمعنا من قال أن المسلمين في الصومال لهم قوة ، ولهم شوكة
وكذا أنهم استطاعوا أن يهددوا القوات الأجنبية وكذ ا، والأمر ليس على ذلك
.. ذكر القوّات الإسلامية في البوسنة والهرسك وما لها من دور جيد ومحمود ،
لكن هناك من بالغ حتى قد يظن السامع أن البوسنة ستتحرر وينتهي أمرها
قريباً ، فلا ينبغي الإقرار بوجود أحداث يصنعها الرجال ، وتصنعها المقاومة
للهيمنة والسيطرة ، ينبغي أن لا يكون في ذلك مبالغة كبيرة ؛ لأن هذه
المبالغات أوقعت المسلمين في مشكلات كثيرة ، بل أوقعت عامة المسلمين في
تخبط ، فبينما نحن نثير العواطف نحو قضية ما ، وأنها يوشك أنها تنتهي ، ثم
يفاجئ الناس أنها لم تنتهي على ما قيل ، وبأنها ليست على ما ذكر ويصبح عند
الناس نوع من الإحباط أو التشكك على أقل تقدير التخبط .


وصايا في نقل الأخبار والأحداث
1
ـ العزو : لا بد أن تعزو الخبر إلى مصدره الذي نقلته عنه، حتى يمكن لغيرك
أن يقوّم ، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( رب حامل فقه غير فقيه ) ،
قد تقول هذا الخبر ، ثم تقول : أنه من مجلة كذا ، فيقول لك : أن هذه
المجلة معروف أنها كذا وكذا .. انتهى الأمر ، أما عندما تقول : هذا الخبر
مجرداً من العزو .. هذا قد يلبس على الآخرين سيما إذا كنت عندهم موضع
القبول والثقة .


2 ـ الدقة : لا تنقل الخبر
بمعناه ، أو بطريقتك الخاصة .. حاول أن تكون دقيقاً في نقل الخبر ؛ لأن
الخبر نفسه ، عندما تنقله بصيغة ، وبكلام وعبارات معينة ، يفهم ببعد وعمق ،
أو ببساطة وسطحية غير ما يفهم بصياغته الأصلية .

3 ـ الفصل : أن
تفصل الخبر في عزوه ، ودقة نقله ، عن انطباعك الشخصي ، وتحليلك الذاتي ، لا
أريد منك في البداية أن تعطيني تحليلك ، ولا تقويمك للحدث ، وإنما أريد
الحدث معزواً ودقيقاً ، ثم أفصل ، قل : " وأنا أرى كذا وكذا " ؛ حتى لا
يختلط الأمر فأحياناً بعض الناس يصوغ الخبر ، بعد أن حلله .. المسلمون الآن
سينتصرون ، وهذه أخبار مؤكدة .. وهذا هو عبارة عن استنباط ، أو تحليل لحدث
، هو رأى أن نتيجته تؤدي إلى ذلك .


4 ـ الاتزان : التي هي ضد
العاطفية ، لا بد أن يكون متزناً ؛ حتى لا يقول : اليوم سيحصل كذا ، ويجزم
بهذا ثم لا يحصل ، دائماً لا بد أن يكون هناك المسلم بطبيعته ، عنده الحلم
والأناة ، والتثبت والتروي ، وعدم التعجل .


5 ـ المتابعة : والمتابعة هنا
لها مقصود ، وسأذكر لها مقصود آخر في هذا المقام . أعني بالمتابعة : إذا
سمعت الخبر ، وعزوته ، ودققته ، وحللته ، واتزنت فيه ، تابع فقد تأتيك من
المعلومات ما يغير وجهتك ، وما يوجه تحليلك ، وما يدقق معلوماتك بشكل أكثر ،
فلا بد حتى تحيط بهذه الجوانب كلها ، أما مسألة المتابعة في معنى آخر ،
فهي مشكلة من المشاكل التي أراها في واقعنا أننا نهتم في أول أمره ثم ننساه
.
تقع المشكلة مثل البوسنة والبوسنة .. حفظها الناس ، حتى أن عوام
الناس ظنها دواءً ، أو تطعيم ، من كثر ما سمعوا عنها ، ثم نام الناس عنها
وغفلوا ، وكثير منها غفل عنها وعن أخبارها ، حتى كأن الأمر لا يعنيهم ،
طبعاً لا أدعو أن يكون الإنسان هو وكالة أنباء يتابع كل حدث ؛ لأن بعض
القضايا تستمر عشرات السنين ، لا يمكن أن يتابعها ،ولكن أعني أن الأمة
بمجملها ينبغي أن لا تنقطع عن متابعة الخبر الذي يهمها ، وأن الفرد المسلم
كذلك ينبغي أن لا يسمع الحدث ويتفاعل معه ، ثم يقطع كل صلة به ، لا بد أن
تبقى له صلة و لو كانت يسيرة .


خطوات عملية لمتابعة الأحداث

كلنا سيسأل : كيف من الناحية العملية يمكنني متابعة الأحداث ؟ هل أسمع كل
الإذاعات وأقرأ كل المجلات ، وأتفرغ لكل النشرات ؟ طبعاً هذا لا يمكن أن
يكون ، أقول في الخطوات العملية :


أولاً : القناعة بأهمية الإعلام وتأثيره
حتى
تندفع إلى المتابعة ، أما إذا لم تكن تكترث بهذه القضية ، ولا أحوال
المسلمين ، ولا بأن هذا التأثير لهذه الأخبار له آثاره الإيجابية ؛ فإنك لا
يمكن أن تتحرك إلى أي خطوة عملية .


ثانياً : استشعار واجب الفرد ودوره
إن
بعض الناس يقول : لو عرفت الأخبار ماذا سأفعل ؟ أقول : أقلَّ ما يقال أنك
تبلغ الخبر ، فينتشر ويشيع ، وقد يشكل رأياً عاماً ، وقد يشكل توجهاً
عملياً ، قد تنقل الخبر فيفهمه غيرك فهماً صحيحاً ، قد تنقل الخبر وأنت
عاجز إلى من يكون قادر على فعلٍ ما ، فلا بد أن لا يستقل الإنسان نفسه ،
ولو قال كل أحد : ماذا سأفعل ؟ فإن أحداً لن يفعل ، وإذا قال كل أحد : أنا
سأفعل ؛ فإن المجموع كله سيفعل فعلاً لم يكن أحدٌ يتوقعه ، وكما قيل : "
أول الغيث قطر ثم ينهمر " ، " وإن الجبال من الحصى " فلا تحقرن دورك في
خدمة المسلمين ، ولو بالقضية الإعلامية ، والمتابعة الإخبارية ، ولو حتى
بالمشاركة الشعورية ، فتحزن لحزنهم ، وتبكي لآلامهم ، وتدعو لمصابهم ،
وتعينهم بهذه العواطف الجياشة .

ثالثاً : المتابعة بالحد الأدنى
وأقول
: لعل الحد الأدنى يتشكل بمتابعة لصحيفة يومية ، ومجلة أسبوعية ، وعلى أقل
إحدى وكالات الأنباء ، أو الإذاعات التي تبث هذه الأخبار مع حسن الانتقاء ،
ويمكن التنقل لكن أقل ما يقال هذا .
حتى أحياناً أنا أعرف أن المسلمين
بعضاً منهم يمر به الأسبوع ، وربما الشهر ، ولم يستمع عن قصد وتوجه إلى
نشرة إخبارية ، ولم يقرأ في صحيفة إخبارية ، ولم يتابع قضية معينة مطلقاً ،
هذا لا شك أنه غياب عن الواقع ، وبُعد عن التفاعل مع المسلمين واحتياجاتهم
، وكما قل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://oussama15.ahlamontada.com
 
المسلمون ومتابعة الأحداث
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المسلمون و الاستعمار الأوربي لافريقيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المعرفة( منتدى اصدقاء وابداع :: المنتديات الإسلامية على مذهب السنة و الجماعة :: المنتدى الإسلامي العام-
انتقل الى: